قضية محمد نور- بين المنشطات والمؤامرة والحقيقة الغائبة

المؤلف: أحمد الشمراني08.17.2025
قضية محمد نور- بين المنشطات والمؤامرة والحقيقة الغائبة

• لا أهتم مطلقاً بمن فاز أو خسر في قضية اللاعب محمد نور، فالقضية برمتها مجرد معركة إعلامية هدفها الأساسي الدعاية والترويج، ولا تعدو كونها استعراضاً زائداً عن الحد. • في قضايا المنشطات تحديداً، لا مجال إطلاقاً للعواطف والمشاعر الشخصية. يجب على كل إعلامي يسعى لنقل الحقيقة أن يدرس جوهر القضية بعمق، وأن يقدم البراهين القاطعة التي تدعم وجهة نظره. أما عبارات التعزية الرقيقة أو كلمات الشماتة القاسية، فهي بعيدة كل البعد عن العمل الإعلامي الذي يرتكز على الاحترافية والموضوعية. • محكمة التحكيم الرياضي "الكاس" أيدت قرار الإيقاف لمدة أربع سنوات، ويُقال إن اللاعب يمتلك دفوعاً قوية، من بينها –كما صرح هو– عدم حضوره جلسة الاستماع أو عدم إبلاغه بموعدها. ولا شك في أن هذا الأمر يستحق الدراسة طالما أن القانون يسمح بذلك ويوفر له الحق في الاعتراض. • مع ذلك، أنا على يقين تام بأن قرار "الكاس" نهائي ونافذ. وأعلم أن بلاتر حاول جاهداً من خلالها التهرب من الإدانة ولكنه فشل، وذلك لأن هذه المحكمة تعتمد على لوائح وقوانين صارمة تُطبق على الجميع دون تمييز أو تحيز. • يجب علينا استغلال قضية محمد نور مع المنشطات كفرصة للتوعية بمخاطر هذه الآفة المدمرة، وتوضيح ماهية المادة المحظورة التي تم العثور عليها في عينته، والتحذير من خطورتها على المستوى العالمي. بدلًا من ترديد عبارات مبتذلة عفا عليها الزمن، تذكرنا بحكايات وأساطير قديمة. • هناك جانب آخر في القضية يتعلق بنور نفسه، حيث سرب بعض المقربين منه تصريحات تفيد بأنه كان ضحية لمؤامرة خبيثة، دون أن يكشف أو يلمح إلى هوية المتآمرين المزعومين. • مثل هذه الإيحاءات والتلميحات لم تعد مجدية بعد صدور قرار محكمة الكاس. لقد حان الوقت لكي يتحدث الكابتن نور بكل صراحة وشفافية، وأن يكشف عن الحقيقة كاملة إذا كان لديه ما يقوله ويثبت براءته. • العديد من الأبطال الرياضيين جُردوا من ميدالياتهم الذهبية وسُحبت منهم الأوسمة الرفيعة التي تزين صدورهم بسبب تعاطي المنشطات. ولم نسمع حينها مثل هذه الادعاءات والتبريرات التي نسمعها اليوم حول قضية نور وإدانته، لأن الجميع يدرك أن الرياضة بكل مكوناتها تحارب بكل قوة المنشطات والغش الذي ينتج عنها. (2) • محمد نور لاعب عظيم، هذا لا جدال فيه. وأسطورة من أساطير نادي الاتحاد، هذا صحيح أيضاً. وقد حقق إنجازات عظيمة مع ناديه، وهذا أمر مُسلّم به. ويُعتبر النجم الاتحادي الأول في قلوب الجماهير وعلى مر تاريخ النادي. ولكن كل هذه الصفات والإنجازات لا يمكن أن تشفع له أو تبرر لنا أن نطالب بتبرئته أو مجاملته، وذلك لسببين رئيسيين: أولاً: صعوبة الموقف وتعقيداته القانونية. وثانياً: أن المادة التي تم العثور عليها في عينته تصنف ضمن المواد المخدرة، وهذا ما دفعه إلى التلميح بوجود مؤامرة تحاك ضده. (3) • السؤال الذي يطرح نفسه الآن بعد تأكيد العقوبة من قبل محكمة الكاس: هل سيتم تنظيم حفل تكريم لمحمد نور كما وعد بذلك منصور البلوي؟ • من المؤكد أن ذلك لن يحدث في الوقت الحالي. وإذا كان هناك تكريم في المستقبل، فإنه لن يتم إلا بعد انتهاء فترة العقوبة. بينما يرى البعض الآخر أنه سيتم منعه من دخول الملاعب وممارسة أي نشاط رياضي مدى الحياة، وهذا الأمر لا يزال محل جدل ونقاش. (4) الصدف غالباً ما تخفي وراءها قصصاً وحيوات كاملة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة